عندما أشتاق
ينتابني شعور من الشوق
فليس سواه يحتويني
أستنجد بأحاسيسي
وأستعطف حنجرتي
وأرجو صمتي
أن لا يطول
عندما أشتاق
أبعثر شتات نفسي
وأعود بعجلة فأجمعها
أهدم بنيان كياني
وأعود بعجلة فأرممها
عندما أشتاق
ابقي عيناي مفتوحتان
أخشى أن أنام
فأفتقدك في حلمي
وأخشى أن أنام
فتغزو حلمي..فلا أستيقظ!
عندما أشتاق
أبحث عن صورتك
أبعثر أشيائي
ألملم أطرافي
وأتبع خطوات حدسي
مازلت أحفظ قسمات وجهك
الا انني ابحث عنك!
عندما أشتاق
أعلن حالة من التأهب
لمواجهة اي جنون يعتريني
وأفرض حظر تجول
لأنفرد باشتياقي
قد ارتكب جرماً
فأغرقه بشوقي
أطعنه بلهفة نظراتي
أو
أقتل نفسي
لأَضع قلبي في يديه..
علّهُ يشتاق
عندما أشتاق
أخرج عن ارادتي
وأرتمي بين هفواتي
فلا انا بعاقلٍ ناضج
ولا بأحمق ساذج
بل ربما...
كائنٌ من عدم
أو ربما...
انسان مثله
عندما أشتاق
أجهل التمثيل
أعيش الاحداث بآنيتها
أخرج عن النص
وأتقن دوري
بلا سيناريو ولا حوار
عندما أشتاق
أتمرد كشيطان
ينسى أو يتناسى الرحمة
يختفي..ويظهر على حين غفلة
يوسوس في الصدور
ولا يستكين..
حتى في القبور
عندما أشتاق
أقفز كأبله يحاول الامساك بالقمر
لا يتوانى ..ولو قضى كل الدهر
قد اختلف عنه بشيء من الذكاء
فأنا متيقنة..أنني لن أستطيع!
عندما أشتاق
تغلبني العبرات
وتفتت عظام صدري الآهات
يخونني التعبير
ويصعب مني التفسير
فلا أنا هنا
ولا أنت هنا
عندما أشتاق
لا سبيل الى السبيل
لا خارطة ولا دليل
أضيعُ في حيرتي
وأحتارُ في ضياعي
عندما أشتاق
تثور هواجسي كاعصار
وتحل بأركان شوقي الدمار
لي عقلٌ قد اختار
ان يعيش بين نارٍ ونار
عندما أشتاق
أبالغ في انفعالي
حتى يقاربني الاحتضار
ما أدراني أن الاشتياق
طاعونٌ..يلتهم الروح
وذئبٌ..ينهش الجسد
لن أشتاق
أرفع الشارة البيضاء
وأعلن استسلامي
أفرض يأسي
لن أشتاق..مادام شوقي
يبكيني
يحرقني
يدمرني
ينهيني
دون أن يوصلني اليك
لن أكون أشواق التي تحن للوصال
وانما
الوصال الذي يبدد الأشواق
تحياتي
رفاعيوو